منتديات الـمبــــدعــــين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ثقافية ادبية و شعر شعبي
 
الرئيسيةالبوابة 1أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معنى نزول القرآن على سبعة أحرف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
achour kamel
ADMIN
ADMIN
achour kamel


ذكر
عدد الرسائل : 3377
العمر : 67
تاريخ التسجيل : 04/01/2008

معنى نزول القرآن على سبعة أحرف Empty
مُساهمةموضوع: معنى نزول القرآن على سبعة أحرف   معنى نزول القرآن على سبعة أحرف I_icon_minitimeالإثنين مارس 09, 2009 12:41 am

معنى نزول القرآن على سبعة أحرف


يهمنا بعد الذي أسلفنا إليك أن نبين لك معنى الجملة الشريفة : << إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف >> . فإليك :
أما لفظ القرآن فقد أشبعنا كلاما في المبحث الأول . و أماالإنزال فقد استوفيناه تحقيقا في المبحث الثالث . و أما السبعة فقد علمت في الشاهد الثاني من الشواهد الماضية أن المراد حقيقتها ، و هي : العدد المعروف في الآحاد بين الستة و الثمانية . و أما الأحرف فجمع حرف ، و الحرف يطلق على معان كثيرة ، أتى عليها صاحب القاموس إذ يقول ما نصه : << الحرف
من كل شيء طرفه ، و شفيره ، و حده ، و من الجبل أعلاه المحدد ، و واحد
حروف التهجي ، و الناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة ، و مسيل الماء ،
و لآرام سود ببلاد سليم . و عند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم و لا فعل :
<<
و من الناس من يعبد الله على حرف
>> أي : وجه واحد ، و هو أن يعبده على السراء لا على الضراء ، أو
على شك ، أو على غير طمأنينة من أمره ، أي : لا يدخل في الدين متمكنا .

<< و نزل القرآن على سبعة أحرف >>
: سبع لغات من لغات العرب . << و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد
سبعة أوجه و إن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر . و لكن معناه أن هذه اللغات
السبع متفرقة في القرآن

>> اهـ بتصرف قليل . و هذه الإطلاقات الكثيرة تدل على أن لفظ الحرف
من قبيل المشترك اللفظي يراد به أحد معانيه التي تعينها القرائن و تناسب
المقام .



و
أنسب المعاني بالمقام هنا في إطلاقات لفظ الحرف أنه الوجه بالمعنى الذي
سنقصه عليك ، لا بالمعنى الذي ذهب إليه صاحب القاموس و غيره من أنه اللغة
أو غيرها . فسيأتيك تفنيد هذه الآراء بعد .

ثم إن كلمة ( على ) في قوله صلى الله عليه و سلم : << أنزل القرآن على سبعة أحرف>>
تشير إلى أن المسألة على هذا الشرط من التوسعة و التسيير ، أي : أنزل
القرآن موسعا فيه على القارئ أن يقرأه على سبعة أوجه ، يقرأ بأي حرف أراد
منها على البدل من صاحبه ، كأنه قال : أنزل على هذا الشرط و هذه التوسعة .

و ليس المراد أن كل كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه ، إذا لقال صلى الله عليه و سلم إن هذا القرآن أنزلَ سبعةَ أحرف ، بحذف لفظ ( على
) . بل المراد ما علمت من أن هذا القرآن أنزل على هذا الشرط و هذه التوسعة
، بحيث لا تتجاوز وجوه الاختلاف سبعة أوجه ، مهما كثر ذلك التعدد و التنوع
في أداء اللفظ الواحد ، و مهما تعددت القراءات و طرقها في الكلمة الواحدة
، فكلمة <<
مالك يوم الدين >> التي ورد أنها تقرأ بطرق تبلغ السبعة أو العشرة ، و كلمة << و عبد الطاغوت>> التي ورد أنه تقرأ باثنتين و عشرين قراءة ، و كلمة <<أف >> التي أوصل الرماني لغاتها إلى سبع و ثلاثين لغة ، كل أولئك و أشباه أولئك لا يخرج التغاير فيه على كثرته عن وجوه سبعة .



* * * * * *
الوجوه السبعة في المذهب المختار
بقي علينا أن نتساءل : ما هي تلك الوجوه السبعة التي لا تخرج القراءات عنها مهما كثرت و تنوعت في الكلمة الواحدة ؟
هنا يحتدم الجدال و الخلاف ، و يكثر القيل و القال .
و الذي نختاره – بنور الله و توفيقه – من بين تلك المذاهب و الآراء هو ما ذهب إليه الإمام أبو الفضل الرازي في اللوائح ، إذا يقول :
" الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف
الأول : اختلاف الأسماء من إفراد ، و تثنية ، و جمع ، و تذكير ، و تأنيث
الثاني : اختلاف تصريف الأفعال من ماض ، و مضارع ، و أمر .
الثالث : اختلاف وجوه الإعراب .
الرابع : الاختلاف بالنقص و الزيادة .
الخامس : الاختلاف بالتقديم و التأخير .
السادس :الاختلاف بالإبدال
السابع : اختلاف اللغات << يريد اللهجات >> كالفتح و الإمالة ـ و الترقيق و التفخيم ، و الإظهار و الإدغام و نحو ذلك" . اهـ
غير أن النقل كما ترى لم يشفع لنا بتمثيل فيما عثرنا . – فضلت عدم ذكر الأمثلة طلبا للاختصار و من أرادها فعليه بالكتاب –

* * * * * *
لماذا اخترنا هذا المذهب
و إنما اخترنا هذا المذهب لأربعة أمور :
أحدها : أنه هو الذي تؤيده الأدلة في الأحاديث العشرة الماصية و ما شابهها .
ثانيها : أنه
هو الراجح في تلك الموازين التي أقمناها شواهد بارزة من تلك الأحاديث
الواردة . فارجع النظر إليها ، و لا داعي لإعادتها . أما المذاهب الأخرى
فسترى أن التوفيق أخطأها في رعاية تلك الأدلة أو بعضها ، و ستطيش بين يديك
في موازين هذه الشواهد قليلا أو كثيرا .

ثالثا : أن
هذا المذهب يعتمد على الاستقراء التام لاختلاف القراءات و ما ترجع إليه من
الوجوه السبعة بخلاف غيره فإن استقراءه ناقص أو في حكم الناقص . فكلمة
<<
أف
>> التي أوصلها الرماني إلى سبع و ثلاثين لغة يمكن رد لغاتها جميعا
إلى هذه الوجوه السبعة و لا تخرج عنها . و كذلك الاختلاف – في اللهجات – و
هو اختلاف شكلي يرد ٌ إليها و لا يخرج عنها . بخلاف الآراء الأخرى فإنه
يتعذر أو يتعسر الرجوع بالقراءات كلها إليها . و ليس من صواب الرأي أن
يحصر النبي صلى الله عليه و سلم الأحرف التي نزل عليها القرآن في سبعة ثم
نترك نحن طرقا في القراءات المروية عنه دون أن نردها إلى السبعة ، لأن ذلك
يلزمه أحد خطرين : فإما أن تكون تلك الطرق المقروء بها غير نازلة ، و إما
أن يكون هنا حرف نازل وراء السبعة الأحرف التي نزل عليها القرآن ، و يكون
الحصر في كلام الرسول صلى الله عليه و سلم غير صحيح . و كلا هذين خطأ عظيم
و إثم كبير .

رابعها : أن
هذا الرأي لا يلزمه محذور من المحذورات الآتية التي يستهدف لها الأقوال
الأخرى ، و سنزجيها إليك قريبا ، فاصبر و ما صبرك إلا بالله .




للعلامة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني رحمه الله

من كتابه الماتع " مناهل العرفان في علوم القرآن "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mobdi3ine.keuf.net
 
معنى نزول القرآن على سبعة أحرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الـمبــــدعــــين :: المنتديات الاسلامية :: منتدى تفسير القران-
انتقل الى: